يُعتبر الاستحمام (الغُسل) في الإسلام من العبادات التي تجمع بين النظافة الجسدية والروحية. فالمسلم حين يُقبل على الاغتسال، لا يقوم فقط بتنظيف بدنه من الأوساخ، بل يُطهِّر نفسه من الحدث الأكبر، استعدادًا للصلاة والعبادة. ومن هنا تأتي أهمية دعاء لمن هم على وشك الاستحمام، إذ يُعبّر عن النية الصادقة في طلب الطهارة لوجه الله تعالى.
الدعاء قبل الغُسل يُعدّ من الآداب النبوية التي تُظهر خشوع العبد لله تعالى حتى في أموره اليومية. فالمسلم يبدأ عمله بذكر الله، طاعةً لقوله ﷺ:
“كل أمر ذي بال لا يُبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر.”وهذا يشمل حتى الأمور الدنيوية كالأكل والنوم والاستحمام. وعليه، فإن دعاء لمن هم على وشك الاستحمام هو تذكير للنية وتأكيد على أن الغرض من الغُسل هو الطهارة والعبادة.
لا يوجد نص محدد في السنة النبوية يُذكر كـ “دعاء قبل الاستحمام”، لكن العلماء أوصوا ببعض الأدعية المستحبة المستنبطة من الأذكار العامة للطهارة. إليك نموذجًا مما يمكن قوله:
“بِسْمِ اللهِ، نَوَيْتُ الغُسْلَ لِرَفْعِ الحَدَثِ الأَكْبَرِ طَاعَةً للهِ وَتَقَرُّبًا إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي وَجَسَدِي وَاجْعَلْنِي مِنَ الطَّاهِرِينَ.”
وهذا الدعاء يجمع بين النية والذكر والطهارة القلبية والجسدية، مما يُكسب الاستحمام بُعدًا روحانيًا عميقًا.
بعد الانتهاء من الغُسل، يُستحب أن يحمد العبد ربه على تمام النعمة والعافية، فيقول:
“الحمد لله الذي جعل الماء طَهورًا وطهَّرني من الأذى، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.”
هذا الدعاء يجمع بين الشكر والاستغفار، ويُذكّر المسلم بأن الطهارة ليست فقط جسدية، بل أيضًا معنوية وروحية.
الاستحمام ليس مجرد عادة صحية، بل عبادة لها آداب وسنن ينبغي مراعاتها. إليك قائمة من أبرز تلك الآداب:
الغُسل في الإسلام ينقسم إلى قسمين رئيسيين كما يلي:
| النوع | السبب | الحكم |
|---|---|---|
| غُسل واجب | كالجنابة، والحيض، والنفاس | فرض، لا تصح العبادة بدونه |
| غُسل مستحب | كغُسل الجمعة والعيد والإحرام | سنة مؤكدة يُثاب عليها فاعلها |
من منظور علمي، الاستحمام المنتظم له تأثيرات إيجابية على صحة الإنسان النفسية والجسدية. وقد أكدت الدراسات الحديثة أن:
كما أثبتت الأبحاث النفسية أن لحظة الاغتسال تمنح الإنسان شعورًا بالتجدد، وتُساعد على التخلص من التوتر والقلق، مما يجعل دعاء لمن هم على وشك الاستحمام فرصة مثالية لجمع الطهارة الروحية والجسدية معًا.
الطهارة في الإسلام ليست مجرد عادة أو سلوك نظافي، بل هي عبادة مقصودة. قال الله تعالى:
“إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة: 222)فالله سبحانه وتعالى يُحب عباده الذين يُكثرون من الطهارة، لأنها رمز للنقاء الظاهري والباطني. ومن هنا، يُمكن القول إن دعاء لمن هم على وشك الاستحمام يُعزّز هذا المفهوم الرباني للطهارة الشاملة.
في نهاية هذا المقال، يمكن القول إن الاستحمام عبادة إذا اقترنت بالنية والدعاء. فحين يقول المسلم دعاء لمن هم على وشك الاستحمام، فإنه يدخل في حالة من الذكر والخشوع حتى في أبسط لحظات حياته اليومية. تذكّر أن الطهارة ليست فقط بالماء، بل بالنية والإخلاص. واجعل من كل عملٍ تقوم به — حتى الغُسل — وسيلةً للتقرب من الله تعالى.
| العنصر | الشرح |
|---|---|
| الدعاء قبل الغُسل | “بسم الله، نويت الغسل لرفع الحدث الأكبر…” |
| الدعاء بعد الغُسل | “الحمد لله الذي جعل الماء طهورًا…” |
| النية | ركن أساسي في الطهارة |
| آداب الغُسل | البسملة، ستر العورة، غسل اليدين، الاقتصاد في الماء |
اللهم طهر قلوبنا وأبداننا، واجعلنا من الذين يُحبهم الله لطهارتهم وصدق نواياهم.